مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 108
نمايش فراداده

من قصص الأنبياء الواردة في القرآنالكريم، و قد دسّها الأحبار و الرهبان وسماسرة الحديث و القصّاصون في كتب القصص والسير و الحديث، و نحن نكتفي في المقام بماذكره البخاري في صحيحه و ابن هشام فيسيرته، فإنّ استقصاء كل ما ورد حول هذاالموضوع من الروايات المدسوسة يدفع بناإلى تأليف رسالة مفردة، و لكن فيما ذكرناغنىً و كفاية. قال البخاري:

(بعد ذكر نزول أمين الوحي عليه في جبلحراء) «فرجع بها رسول اللّه (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) يرجف فؤاده، فدخل علىخديجة بنت خويلد (رضي اللّه عنها) فقال:زمّلوني زمّلوني، فزمّلوه حتى ذهب عنهالروع، فقال لخديجة ـو أخبرها الخبرـ لقدخشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلاّ و اللّهما يخزيك اللّه أبداً إنّك لتصل الرحم، وتحمل الكل و تكسب المعدوم، و تقري الضيف، وتعين على نوائب الحقّ، فانطلقت به خديجةحتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزّى ابن عمّ خديجة، و كان أُمرأً تنصّرفي الجاهلية، و كان يكتب الكتاب العبراني،فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء اللّهأن يكتب، و كان شيخاً كبيراً قدعمي، فقالتله خديجة يا ابن عمّ اسمع من ابن أخيك،فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبرهرسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموسالذي نزل اللّه على موسى ياليتني فيهاجذعاً ليتني أكون حيّاً إذ يخرجك قومك،فقال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) أمخرجي هم؟ قال: نعم، لميأتِ رجلقطّ بمثل ما جئت به إلاّ عودي، و إن يدركنييومك، أنصرك نصراً مؤزّراً ثم لم ينشب(1)ورقة أن توفّي و فتر الوحي»(2).

هذا ما لدى البخاري و أمّا صاحب السيرةالنبوية فبعد ما ذكر مسألة الغت ينقل عنالنبي أنّه قال:

«فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعتصوتاً من السماء يقول:

1. أي لم يلبث.

2. صحيح البخاري ج1 ص3.