مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 202
نمايش فراداده

اسمه عمّا لايليق به من الصفات، و قد يرادبه التعجيب، ولكن الظاهر هو الأوّل.

و لعلّ الوجه في إبتدائها بالتنزيه هوالتصريح بتنزيهه سبحانه عن العجزلماسيذكر بعده من الإسراء بعبده من المسجدالحرام إلى المسجد الأقصى في فترة زمنيةقصيرة، و يمكن أن يكون الوجه إرادة تنزيههسبحانه عن التجسيم و الجهة والرؤية وكل مالا يليق بعزّ جلاله و صفات كماله، حتّىلايتوهّم متوهّم أنّ المقصود من المعراجهو رؤية اللّه تبارك و تعالى في ملكوت عرشهو جبروت سلطانه، و الأوّل أقرب.

2 ـ الإسراء لغة هو السير في الليل. يقال:سرى بالليل و أسرى بمعنى، و أمّا الإتيانبلفظة«ليلاً» مع الإستغناء عنه فيأتيوجهه.

3 ـ قوله«بعبده» يدل على أنّ الإسراء كانبمجموع الروح و الجسد يقظة لامناماً و لميطلق العبد في القرآن إلاّ على المجموعمنهما. قال سبحانه: (الحُرُّ بِالحُرِّوَالعَبْدُ بِالعَبْدِ) (البقرة/178). و قالسبحانه: (وَ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌمِنْ مُشْرِك) (البقرة/221).

إلى غير ذلك من الآيات التي ورد فيها لفظالعبد و التي تناهز 28 آية، و يؤيّد ذلكأنّه سبحانه ابتدأ السورة بالتنزيه فقال:(سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ...)خصوصاً إذا قلنا بأنّه للتعجّب فإنّه يكونفي الاُمور العظام الخارقة للعادة، و لوكان الإسراء بمجرّد الروح، مناماً لم يكنفيه كبير شأن و لم يكن مستعظماً، و ما وردفي المقام من الروايات المنتهية إلى أمثالمعاوية ابن أبي سفيان بأنّه قال: كان رؤيامن اللّه صادقة، مرفوض فإنّ معاوية يومئذكان من المشركين لايقبل خبره في مثل هذا،ومثله ما روي عن عائشة زوجة النبي بأنّهقال: ما فقد جسد رسول اللّه و لكن اُسريبروحه، فإنّ عائشة يومئذ كانت صغيرة و لمتكن زوجة رسول اللّه، بل لم تولد بعد علىإحتمال، و هناك كلام لأبي جعفر الطبري فيتفسيره نقتطف منه ما يلي:

«الصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال:إنّ اللّه أسرى بعبده محمد(صلّى