ويقول سبحانه أيضاً: (فَآمِنُوا بِاللّهِوَرَسولِهِ النَّبِيّ الاُمّيّ الَّذييُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِماتِهوَاتّبِعُوهُ لَعَلّكُمْ تَهْتدُونَ)(الأعراف/158).
وقد عرفت أنّه سبحانه يصف قوم النبيبالأُمّيين بل العرب جميعاً بهذا الوصف،كما تعرّفت على معنى الأُمّي عند البحث عنثقافة قوم النبي وحضارتهم، فلا حاجة إلىإعادة البحث عن معنى الاُمّي وذكر نصوصأئمّة اللّغة إنّما المهم في المقام نقدالآراء الشاذة في تفسير الاُمّي وإليكالبحث عنها واحداً بعد آخر:
ربّما يقال: إنّ الأُمّي هو المنسوب إلى«أُمّ القرى» وهي علم من أعلام مكّة كمايشير إليه قوله سبحانه:
(وَكَذلكَ أوْحَيْنَا إليْكَ قُرْآناًعرَبِيّاً لتِنْذِرَ أُمَّ ا لقُرىوَمَنْ حَوْلَها) (الشورى/7).
وعلى ذلك فلا يدل على أنّ النبي كانأُمّيّاً بمعنى أنّه لا يقرأ ولا يكتب.
يلاحظ عليه:
أوّلاً: إنّ أُمّ القرى ليست من أعلاممكّة وإنّما هي كلّية لها مصاديق، منهامكّة المكرّمة، يقول سبحانه:
(وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرىحَتّى يَبْعثَ في أُمِّها رَسُولاً)(القصص/59). أي حتّى يبعث في أُمّ القرىوعاصمتها رسولاً.
قال ابن فارس في المقاييس: «كل مدينة هي اُمّ ما حولها من القرى».
ثانياً: لو صحّ كونها من أعلام مكّة،فالصحيح عند النسبة إليها «هو القروي» لا«الأُمّي»(1).
1. راجع شرح ابن عقيل ج2 ص391 عند البحث عن«ياء» النسب.