لنستعرض آراء النقاد والباحثين في هذهالقصة لنصل إلى الحقيقة.
استعرض الدكتور طه حسين الصورة التي رسمتلابن سبأ ومزقها بعد تحليل دقيق وانتهىإلى أنّ ابن سبأ شخصية وهمية خلقها خصومالشيعة ودعم رأيه بالاُمور التالية:
إنّ كل المؤرخين الثقاة لم يشيروا إلى قصةعبدالله بن سبأ لم يذكروا عنها شيئاً.
إنّ المصدر الوحيد عنه سيف بن عمر وهو رجلمعلوم الكذب، ومقطوع بأنّه وضاع.
إنّ الاُمور التي اُسندت إلى عبدالله بنسبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادي كماتستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهمعبدالله بن سبأ وسخرهم لمآربه وهم ينفذونأهدافه بدون اعتراض: في منتهى البلاهةوالسخف.
عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعمالهعنه مع ضربهم لغيره من المعارضين كمحمد بنأبي حذيفة، ومحمد بن أبي بكر، وعماروغيرهم.
قصة الإحراق وتعيين السنة التي عرض فيهاابن سبأ للإِحراق تخلو منها كتب التاريخالصحيحة ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر.
عدم وجود أثر لابن سبأ ولجماعته في واقعةصفين وفي حرب النّهروان، وقد انتهى طهحسين إلى القول: أنّ ابن سبأ شخص ادخرهخصوم الشيعة للشيعة ولا وجود له فيالخارج(1) ويشترك مع طه حسين كثير من
(1) طه حسين الفتنة الكبرى فصل ابن سبأ.