تثبيت أركان دين الإِسلام»(1) فالخلفاءكما ينص جارالله هنا سيرتهم تعادل سنةالنبي ونص القرآن، والخلفاء معصومونكالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنّهمشاطروا النبي فلهم نصف تثبيت الإِسلاموللنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم النصفالثاني ويقول الإِمام الغزالي: مذهبالصحابي حجة مطلقاً(2).
ويقول: ابن قيم الجوزي إنّ فتاوى الصحابةأولى أن يؤخذ بها وإن اختلفوا فإن كانالخلفاء الأربعة في شق فلا شك أنّه الصوابوإن كان أكثرهم في شق فالصواب الشق الأغلبوإن كانوا إثنين وإثنين فشق أبي بكر وعمرأقرب إلى الصواب فإن اختلف أبو بكر وعمرفالصواب مع أبي بكر وكلما كان العهدبالرسول أقرب كان الصواب أغلب(3) وما أدريما يقصده ابن القيم من قرب العهد فإذا كانيريد القرب الزماني فكل الخلفاء كانوا معالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في زمانواحد وإن كان يريد القرب المكانيبالإِضافة لذلك فعليّ كان ألزم للنبي صلّىالله عليه وآله وسلّم من ظله فعلى تعليلابن القيم يجب تقديم قوله إذا تعارض معأقوال غيره.
ودعني اُحدثك عن أروع من هذا كله وهو أنيكون قول بعض أئمة السنة هو المقياسلتصحيح القرآن وأحاديث النبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم إذا اختلف الكتاب والسنةمع قول ذلك الإِمام: يقول الكرخي من أئمةالأحناق:
الأصل وجوب العمل بقول أبي حنيفة، فإنوافقه نص الكتاب والسنة فذالك. وإلا وجبتأويل الكتاب والسنة على وفق قول أبيحنيفة، وقد ذكر ذلك الأستاذ رشيد رضا فيتفسير المنار عند تفسير الآية: (ومن الناسمن يتخذ من دون الله أنداداً) الآية 165/ منسورة البقرة(4). ويأتي القوشجي دون الكرخيبمرقاة فإذا كان الكرخي جعل فقه الأحنافهو المقياس الذي يعرض عليه الكتاب والسنة،فإن القوشجي جعل للخليفة عمر حقاً في أنيجتهد مقابل
(1) تظرية الإِمامة ص61. (2) المستصفى 1/260. (3) أعلام الموقعين 4/118. (4) تفسير المنار 2/83.