فنّده كثير من المحققين، وحتى مع فرض صحتهيبقى متأخراً عن وجود عقيدة المهدي كماذكرنا. وليس للمختار تلك المكانة الكبيرةعند فرق المسلمين حتى يأخذوا عنه ويتأثروابآرائه مع التفات المسلمين لهدفه.
إنّ فكرة الإِمام المهدي في نطاق العقيدةالدينية بغض النظر عن تفاصيلها موضع اتفاقجمهور المسلمين فإنّ روايات المهديوانتظار الفرج على يديه وظهوره ليملأالأرض عدلاً وردت عند كل من الشيعةوالسنة، وممن رواها من أئمة السنة:
الإِمام أحمد في مسنده، والترمذي فيسننه، وأبو داوود في سننه، وابن ماجة فيسننه، الحاكم في مستدركه، والكنجيالشافعي في كتابه البيان في أخبار صاحبالزمان وابن حجر العسقلاني في القولالمختصر في علامات المهدي المنتظر، ويوسفبن يحيى الدمشقي في عقد الدرر في أخبارالإِمام المنتظر، وأحمد بن عبدالله أبونعيم صاحب الحلية في نعت المهدي، ومحمد بنابراهيم الحموي في مشكاة المصابيح،والسمهودي في جواهر العقدين وعشرات منأعلام السنة وغيرهم(1) لا اُريد الإِطالةبذكرهم.
وقد أخرج أئمة السنة أحاديث المهدي عنطريق الإِمام عليٍّ عليه السلام وابنعباس، وعبدالله بن عمر، وطلحة، وابنمسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري،واُم سلمة، وغيرهم.
ومن تلك الأحاديث ما رواه ابن عمر بسندهعن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: يخرجفي آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسميوكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئتجوراً، ذلك هو المهدي، وكقول النبي صلّىالله عليه وآله وسلّم: المهدي من عترتي منولد فاطمة، وقد صحح هذه الأحاديث وغيرهامما ورد في الإِمام المهدي: ابن تيمية
(1) راجع أعيان الشيعة 4/348.