هویة التشیع

أحمد الوائلی‏

نسخه متنی -صفحه : 234/ 197
نمايش فراداده

والقياصرة ليس لهم شأن يذكر، وقد اختفتهذه النظرة للعرب لفترة طويلة بعد حكمالإِسلام هذه الشعوب، ولكن عادت إلىالظهور بفضل عوامل كثيرة لا سبيل للإِفاضةبها هنا، وساعد على هذا أنّ الموالي مناُمم ذات خلفية حضارية فكان أن نبغ مجموعةمن الشعوبيين في مختلف الشؤون الإداريةوالعلمية فلعبوا دوراً كبيراً في أبعادالمجتمع المختلفة، يضاف لذلك أنّ الدولةالعباسية اعتمدت على كثير منهم لأمرين:

الأول

لحاجتها لتنظيم شؤون الدولة والإِستفادةمن خبرات هذه الاُمم في التطبيق وما لهم منقدم وعراقة في ذلك وتشبهاً بهم في البذخوالترف.

والثاني

للإِستعانة بهم في كسر شوكة العرب لأنّهمخافوا من العرب وخصوصاً عندما شاهدوا ميلالعرب للعلويين، وقد لعب الفرس والتركدوراً شرساً في كسر شوكة العرب وتحقيقمآرب العباسيين في ذلك ولكنّهم بعد ذلكقضوا على الخلافة العباسية وحتى علىمظهرها العربي، وأحالوا بغداد إلى مؤسسةانمحت فيها آثار العروبة في تفصيل ليسمحله هنا.

مظاهر الشعوبية

المجالات التي ظهرت فيها الشعوبية اهمهاالأدب بقسميه الشعر والنثر، ابتداءاً منأيام الامويين حتى العصر العباسي، وظهرتفي تاريخ مرويات تحط من شأن العرب وترفع منغيرهم، ومظاهر أخرى تجسدت في إحياء طقوسوعادات وعقائد كانت عند بعض تللك الأممالتي دخلت الإِسلام، وحتى السلوكالاجتماعي عند الحكام والمواطنين فيالأكل واللباس وانماط السلوك الاجتماعيالاخرى ظهرت عليها سمات غير عربية وكانطبيعياً أن يكون هناك اقتباس لو اقتصر علىذلك ولكنه اقتباس يرافقه تحدي وفخر بهذاالمظهر وحط من مظاهر العرب وانتقاص منانماط معيشتها وحياتها.