4 ـ افحام الموالين بعَرض تصرّفاتهم والتزاماتهم المخالفة لأبسط قواعد العلم والتوحيد والشريعة في مواجهة المسملين بالتكفير ، والايذاء ، والإكراه على ما لا يريدون ولا يعتقدون ، بل القتل والغارة والاعتداء .
عملنا في الكتاب :
اعتمدنا في عملنا على الطبعة الهندية عام 1306هـ والتي أعادها بالتصوير إيشق كُتْبَوي في تركيا .
وقمنا بالأعمال التالية :
1 ـ أشرنا إلى مواضع الآيات في القرآن الكريم ، كما ضبطنا الكلمات بالتصحيح التامّ .
2 ـ خرّجنا الأحاديث الشريفة ، منن مصادرها المذكورة في المتن ، ومن غيرها أيضاً .
وجمعناها مع التخريجات في فهرس جامع على الأطراف كي تسهل مراجعتها .
3 ـ خرّجنا ما تمكنّا منه من الأقوال المنقولة ، ووضعنا فهرساً لها حسب أهم المواضيع الواردة قولها .
4 ـ عنونا لفصول الكتاب بَعناوين توضيحيّة [بين المعقوفتين[ لتوجيه القارىء، ولإعداد فهرس جامع لمحتوى الكتاب .
5 ـ قمنا بتقطيع الكتاب وتنقيطه ، حسب الإخراج الفنيّ المتداول في العصر ، ليناسب ذوق القرّاء ، ويُسهّل فهمه .
6 ـ وضعنا الفهارس الفنيّة للآيات والأحاديث والأقوال ، والألفاظ المصطلحة ، والمحتوى .
7 ـ وهذه المقدمة التي نحن في نهايتها .
مخلصين في جميع ذلك لوجه الله ، حامدين له تعالى للتوفيق إلى ذلك ، ونسأله المزيد من فضله وإحسانه ، وأن يرضى عنّا بجلاله وإكرامه .
إنّه ذو الجلال والإكرام .
والصلاة والسلام على سيّد الأنام ، محمّد وآله الكرام وأصحابه الاُمناء العظام .
لجنة التحقيق
في
دار الروضة الشريفة ـ المدينة المنوّرة
سنة 1418هـ
مقدّمة المؤلّف
بسم الله الرحمن الرحيم
[مقدّمة المؤلّف]
وبه ثقتي
الحمدُ لله ربّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحدهُ لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، صلّى الله عليه وعلى آله إلى يوم الدّين.
أمّا بعد :
من سليمان بن عبدالوهّاب ، إلى حسن بن عيدان .
سلامٌ على من اتّبع الهدى .
وبعد : قال الله تعالى : { وَلْتَكُنْ مِنكُمْ أُمّةٌ يَدعونَ إلى الخيرِ ويأمرونَ بالمَعروفِ ويَنهَوْنَ عنِ المُنكَر }(1) الآية .
وقال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) : الدّين النصيحة(2) .
وأنتَ كتبت إليَّ ـ أكثر من مَرّة ـ تستدعي ما عندي ، حيث نصحتك على لسان ابن أخيك .
فها أنا أذكر لك بعض ما علمتُ من كلام أهل العلم ، فإن قبلتَ فهو المطلوب ـ والحمدُ لله ـ .
وإن أبيت فالحمدُ لله، إنّه سبحانه لا يُعصى قهراً، وله في كلّ حركة وسكون حكمة.
[وجوب اتباع إجماع الاُمّة المحمّدية]
فنقول : اعلم أنّ الله سبحانه وتعالى بعث محمّداً(صلى الله عليه وآله وسلم) بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ، وأنزل عليه الكتاب تبياناً لكلّ شيء ، فأنجز الله له ما وعده ، وأظهر دينه على جميع الأديان ، وجعل ذلك ثابتاً إلى آخر الدهر ، حين انخرام أنفس جميع المؤمنين .
لتكونوا شهداء على النّاس }(4) ، واجتباهم ـ كما قال تعالى : { هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدّين من حَرَج }(5) ـ الآية .
وقال : النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنتم توفون سبعين أُمّة ، أنتم خيرها وأكرمها عند الله(6) .
ودلائل ما ذكرنا لا تحصى .
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): لايزال أمرهذه الأمّة مستقيماًحتّى تقوم الساعة، رواه البخاريّ(7).
وجعل اقتفاء أثر هذه الأمّة واجباً على كلّ أحد بقوله تعالى : { ويتّبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولّى ونُصْلِهِ جهنّم وسَاءَت مصيراً }(8) .
وجعل إجماعهم حُجّةً قاطعةً لا يجوز لأحد الخروج عنه ، ودلائل ما ذكرنا معلومة عند كلّ من له نوع ممارسة في العلم .
وقال ابن القيّم في (إعلام الموقّعين)(11) لا يجوز لأحد أن يأخذ من الكتاب والسُنّة ما لم تجتمع فيه شروط الاجتهاد ، ومن جميع العلوم .
قال محمد بن عبدالله بن المنادي : سمعت رجلا يسأل أحمد : إذا حفظ الرجل مائةَ ألفِ حديث هل يكون فقيهاً؟
قال : لا .
قال : فمائتي ألف حديث؟
قال : لا .
قال : فثلاث مائة ألف حديث؟
قال : لا .
قال : فأربع مائة ألف؟
قال : نعم .
قال : أبوالحسين : فسألت جدّي ، كم كان يحفظ أحمد؟ قال : أجاب عن ستمائة ألف حديث .
قال أبو إسحاق : لمّا جلست في جامع المنصور للفُتيا ، ذكرت هذه المسألة ، فقال لي رجلٌ : فأنت تحفظ هذا المقدار حتّى تفتي الناس؟ قلت : لا ، إنّما أفتي بقول من يحفظ هذا المقدار ، إنتهى .
ولو ذهبنا نحكي من حكى الإجماع لطال ، وفي هذا لكفاية للمسترشد .
وإنّما ذكرتُ هذه المقدّمة لتكون قاعدةً يُرجع إليها فيما نذكره .
[ابتلاء الاُمّة بمن يدّعي الاجتهاد والتجديد]
فإنّ اليومَ ابتلى الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسُنّة ، ويستنبط من علومهما ، ولا يبالي بمن خالفه .
وإذا طلبتَ منه أن يعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل .
بل يوجب على الناس الأخذ بقوله ، وبمفهومه ، ومن خالفه فهو عنده كافر(12) .
هذا ، وهو لم يكن فيه خصلةٌ واحدةٌ من خصال أهل الاجتهاد ، ولا ـ والله ـ عُشر واحدة .
ومع ، هذا فَراجَ كلامه على كثير من الجُهّال .
فإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
الأمّة كلّها تصيح بلسان واحد ، ومع هذا لا يردّ لهم في كلمة ، بل كُلّهم كفّارٌ أو جُهّال ، اللّهُمَّ اهدِ الضالّ وردّه إلى الحقّ .
[الدين هو الإسلام بإظهار الشهادتين]
فنقول : قال الله عزّوجلّ : { إنّ الدين عند الله الإسلام }(13) .
وقال تعالى : { ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه }(14) .
وقال تعالى : { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم }(15) .
وفي الآية الأُخرى : { فإخوانكم في الدين }(16) .
قال ابن عبّاس : حرّمت هذه الآية دماء أهل القبلة .
وقال أيضاً : لا تكونوا كالخوارج ، تَأوّلوا آيات القرآن في أهل القبلة ، وإنّما أُنزلت في أهل الكتاب والمشركين ، فجهلوا علمها ، فسفكوا بها الدماء ، وانتهكوا
الأموال ، وشهدوا على أهل السُنّة بالضلالة ، فعليكم بالعلم بما نزل فيه القرآن ، إنتهى .
وكان ابن عمر يرى الخوارج شرار الخلق ، قال : إنّهم عمدوا في آيات نزلت في الكفّار فجعلوها في المسلمين ـ ورواه البخاريّ عنه(17) ـ فحينئذ ذكر الله عزّوجلّ : { إنّ الدين عند الله الإسلام }(18) .
وقد قال النّبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ في حديث جبريل في الصحيحين(19) ـ : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمداً رسول الله . . . الحديث .