منازل الثلاثة للرحمة فی السعی

محمد مهدی الآصفی

نسخه متنی -صفحه : 10/ 7
نمايش فراداده

المنزل الثالث : السعي والعمل

:

قد جعل الله ـ تعالى ـ (السعي) و (العمل) من منازل رحمته للدنيا والآخرة .

يقول تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنُحيينّه حياة طيبة ... } 33 .

ويقول تعالى : { فأمّا من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين } 34 .

فمن عمل صالحاً آتاه الله حياةً طيبةً ، وأفلحه .

فإذا كان الإنسان يبتغي دنيا أو آخرة فعليه أن يسعى اليها ويعمل لها .

وقد كان علي (عليه السلام)يقول : « لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل » 35 .

ولا يبلغ الإنسان منازل المؤمنين في الجنة إلّا بالعمل .

{ ومَن يعمل مِن الصالحات مِن ذكر أو أنثى وهو مؤمنٌ فأولئك يَدخلون الجنّة ... } 36 .

ومهما كان العمل قليلا فانّ الله ـ تعالى ـ يحصيه ويثيبه عليه { فمَن يعمل مثقالَ ذرّة خيراً يره } 37 .

{ يومَ تجدُ كلُّ نفس ما عمِلت مِن خير محضراً ... } 38 .

فالعمل إذن ، أحد أعظم منازل الرحمة ، ولا ينال الإنسان كثيراً من الخير والرحمة والتوفيق والرزق إلّا بالعمل .

ولا يبلغ الإنسان ما يطلبه من الخير بالتمني والترجي . وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام)انّه كان يقول : « أبلغ شيعتنا ، أنه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل » .

وهذه ثالث منازل رحمة الله ـ تعالى ـ .