قد جعل الله ـ تعالى ـ (السعي) و (العمل) من منازل رحمته للدنيا والآخرة .
يقول تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنُحيينّه حياة طيبة ... } 33 .
ويقول تعالى : { فأمّا من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين } 34 .
فمن عمل صالحاً آتاه الله حياةً طيبةً ، وأفلحه .
فإذا كان الإنسان يبتغي دنيا أو آخرة فعليه أن يسعى اليها ويعمل لها .
وقد كان علي (عليه السلام)يقول : « لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل » 35 .
ولا يبلغ الإنسان منازل المؤمنين في الجنة إلّا بالعمل .
{ ومَن يعمل مِن الصالحات مِن ذكر أو أنثى وهو مؤمنٌ فأولئك يَدخلون الجنّة ... } 36 .
ومهما كان العمل قليلا فانّ الله ـ تعالى ـ يحصيه ويثيبه عليه { فمَن يعمل مثقالَ ذرّة خيراً يره } 37 .
{ يومَ تجدُ كلُّ نفس ما عمِلت مِن خير محضراً ... } 38 .
فالعمل إذن ، أحد أعظم منازل الرحمة ، ولا ينال الإنسان كثيراً من الخير والرحمة والتوفيق والرزق إلّا بالعمل .
ولا يبلغ الإنسان ما يطلبه من الخير بالتمني والترجي . وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام)انّه كان يقول : « أبلغ شيعتنا ، أنه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل » .
وهذه ثالث منازل رحمة الله ـ تعالى ـ .