منازل الثلاثة للرحمة فی السعی

محمد مهدی الآصفی

نسخه متنی -صفحه : 10/ 8
نمايش فراداده

المنازل الثلاثة للرحمة ، في قصة إبراهيم وهاجر وإسماعيل (عليهم السلام)

:

وفي قصة أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام)نلتقي مشهداً فريداً أو نادراً من نوعه ، في اجتماع المنازل الثلاثة للرحمة في موضع واحد ، في قصة واحدة ، وذلك عندما أودع أبو الأنبياء ابراهيم (عليه السلام)زوجتَه هاجر في واد غير ذي زرع ، وترك معها ابنهما إسماعيل (عليه السلام)وهو يومئذ طفل رضيع .

وقال : { ربنا إني أَسكنتُ من ذُريتي بواد غير ذي زرع عند بيتكَ الُمحرّمِ ، ربنا لِيُقيموا الصلاة . فاجعل أفئدةً من الناس تهوِي إليهم ; وارزقهم منَ الثمراتِ لعلهم يَشكرون } 39 .

وذهب إبراهيم خليل الله بعد ذلك إلى شأنه كما أمره الله ـ تعالى ـ . وترك هذه المرأة والطفل الرضيع لوحدهما في هذا الوادي القفر بأمر الله ـ تعالى ـ فنفد ما كان لديهما من الماء وعطش الطفل وغلب عليه الظمأ وأخذت المرأة تبحث عن الماء فلم تجد له أثراً ، وأخذ الطفل يصرخ ويضرب بيديه ورجليه ، والأم تهرول من هنا وهناك فتصعد على الصفا تارةً تنظر إلى الأفق البعيد بحثاً عن الماء ثم تهبط ، وتهرول باحثة عن الماء إلى جانب جبل المروة ، وتدعو الله تعالى أن يرزقهما الماء في هذا الوادي القفر ، والطفل يصرخ ويبكي ويضرب بيديه ورجليه عند البيت الحرام .

ففجر الله ـ تعالى ـ الأرض ماءً تحت قدمي الطفل ، فأسرعت الأم إلى الماءِ ، لتروي طفلها الرضيع ، ولتلملم الماء لئلا يذهب هدراً ، فتقول للماء وهي تصنع له حوضاً يجمعه زم .. زم ...