خلافة الرسول بین الشوری و النص

سید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 120/ 29
نمايش فراداده

أن يُقتلا) (1) . ذلك القول الذي عرفنا قبل قليل أنّه ما قاله إلاّ ليقطع الطريق على الإمام عليّ عليه السلام ومن ينوي أن يبايع له !

لكنّه حين أدركته الوفاة أصبح يبحث عن رجل يرتضيه فيعهد إليه بالخلافة بنصّ قاطع بعيداً عن الشورى !

فقال : لو كان أبو عبيدة حيّاً لولّيته (2).

ثمّ قال : لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّاً لولّيته (3).

ثمّ قال : لو كان معاذ بن جبل حيّاً لولّيته (4).

إذن لم يكن عمر يرى أنّ الاَصل في هذا الاَمر هو الشورى ، وإن كان قد قال بالشورى في خطبته الاَخيرة إلاّ أنّه لم يعمل بها إلاّ اضطراراً حين لم يجد من يعهد إليه !

لقد أوضح عن عقيدته التامّة في هذا الاَمر حين قال قُبيل نهاية المطاف : (لو كان سالمٌ حيّاً ماجعلتها شورى) (5)!!

ثمّ كانت الشورى..

وأيّ شورى !!

إنّها شورى محاطة بشرائط عجيبة لا مجال للمناقشة فيها ! وجملتها :

(1) صحيح البخاري ـ كتاب المحاربين 6 | 6442 ، مسند أحمد 1 : 56، سيرة ابن هشام 4 : 308.

(2) الكامل في التاريخ 3 : 65 ، صفة الصفوة 1 : 367 .

(3) الكامل في التاريخ 3 : 65 ، صفة الصفوة 1 : 383 ، طبقات ابن سعد 3 : 343 .

(4) صفة الصفوة 1 : 494 .

(5) طبقات ابن سعد 3 : 248 .