مصباح الفقاهة فی المعاملات

السید أبوالقاسم الموسوی الخوئی؛ المقرر: محمدعلی التوحیدی التبریزی

جلد 1 -صفحه : 549/ 297
نمايش فراداده

الشعوذة

أو كان المسخر بالكسر لعمله ذلك عرضا للتضرر أو التلف أو الجنون ، أو لارتكاب شيء آخر من الامور المشروعة ، أو كان المسخر بالفتح مؤمنا من الانس أو ملكا ، و كان التسخير ظلما عليهم ، و مع انتفاء العناوين المحرمة فلا وجه للحرمة ، كتسخير الكفار من الانس و الجن و إن اشتمل ذلك على إيذائهم ، و إلا لما جاز قتل الكفار ، و أخذ الجزية منهم و هم صاغرون .

و كذلك يجوز تسخير الحيوانات مطلقا ، خصوصا الموذيات منها كالعقارب و الحيات و السباع ، و إلا لما جاز استخدام الحمولة ، و قتل الموذيات منها ، و قد أجاد المحقق الايرواني و قال : ( فالأَمر في تسخير الحيوانات أوضح ، فهل يمكن الالتزام بجواز تسخير الحيوانات بالقهر و الغلبة و الضرب ، و مع لا يجو تسخيرها بما يوجب دخولها تحت الخدمة طوعا ) الشعوذة قوله : ( الحادية عشرة الشعبذة حرام بلا خلاف ) .

أقول : الشعوذة ( 1 ) هي اللعبة المعروفة : أعني الخفة في الحركة المعبر عنها في لغة الفرس بكلمة ( تردستي ) و أما الذي يترتب على الشعوذة فهو أمر واقعي ، فان المشعوذ يفعل ما يفعله سائر الناس من الامور العادية ، إلا أنه يشغل أذهان الناظرين بسرعة حركته و خفة يده بحيث يتعجبون من أفعاله من أن تكون تلك الافعال الصادرة منه خيالية محضة كما في السحر جارية على السير الطبيعي كما في المعجزات ، على ما عرفت من التفرقة بينها و بين السحر و المعجزة في المسألة السابقة .

و يمكن أن تكون الشعوذة أعم من السحر ، و يظهر ذلك من ملاحظة ماذ ذكره

1 - في لسان العرب : الشعوذة خفة في اليد و أخذ كالسحر يري الشيء بغير ما هو عليه اصله في رأي العين ، و الشعوذة السرعة ، و قيل : هي الخفة في كل أمر .

و عن المصباح : شعوذ الرجل شعوذة ، و منهم من يقول : شعبذه شعبذة ، و هو بالذال المعجمة ، و ليس من كلام أهل الباديه ، و هي لعب يرى الانسان ما ليس له حقيقة كالسحر و في أقرب الموارد : الشعبذة كشعوذة زنة و معنى .

و فيه ايضا : الشعوذة و هي خفة في اليد و أخذ كالسحر يرى الشيء في رأي العين بغير ما عليه أصله .

و في المنجد : الشعبذة كشعوذة زنة و معنى .

و فيه أيضا : الشعوذة و هي خفة في اليد و أعمال كالسحر تري الشيء في العين بغير ما هو عليه .

و في مجمع البحرين : الشعبذة هي الحركة الخفيفة .