محنة فاطمة (علیها السلام) بعد وفاه رسول الله صلی الله علیه و آله نصوص تاریخیه من مصادر السنه المعتمدة

عبد الله الناصر

نسخه متنی -صفحه : 249/ 230
نمايش فراداده

وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها

روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال عند دفن سيدة النساء فاطمة (عليها السلام)، كالمناجي به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند قبره.السلام عليك يا رسول الله عني، وعن ابنتك النازلة في جوارك، والسريعة اللحاق بك، قلّ، يا رسول الله، عن صفيّتك صبري، ورَقَّ عنها تجلُّدي، إلا أنّ في التأسّي لي بعظيم فُرقتك، وفادح مصيبتك، موضع تعزٍّ، فلقد وسّدتُك في ملحدةِ قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسُكَ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. فلقد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينةُ!

أما حزني فسرمَدٌ، وأما ليلي فمُسهّدٌ، إلى أن يختارَ الله لي دارك الّتي أنت بها مقيم. وستنبئك ابنتك بتضافر أُمتك على هضمها، فأحفها السُّؤال، واستخبرها الحال، هذا ولم يطل العهدُ، ولم يخل منك الذِّكرُ، والسلام عليكما سلام مُوَدِّع، لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإنْ أُقِمْ فلا عن سوء ظنٍّ بما وعَدَ الله الصابرين(1).

1- نهج البلاغة، للإمام علي (عليه السلام): 319 ـ 320 من كلام له (عليه السلام) رقم: 202، شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 10 / 265، أعلام النساء، كحالة: 4 / 131.