وستخبرك ابنتك بما لقينا بعدك؟
قال سبط ابن الجوزي: ولما دفنها علي (عليه السلام) أنشد:
لكل اجتماع من خليلين فرقة
وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد
دليل على أن لا يدوم خليل(1)
وكل الذي دون الفراق قليل
دليل على أن لا يدوم خليل(1)
دليل على أن لا يدوم خليل(1)
ثم جاء إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: السلام عليك يا رسول الله وعلى ابنتك النازلة في جوارك، السريعة اللحاق بك، قل تصبري عنها، وضعف تجلدي على فراقها، ألا إن في التأسي لي بعظيم فرقتك وقادح مصيبتك مقنع، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلقد استرجعت الوديعة واخذت الرهينة.
اما حزني عليكما فسرمد وأما ليلي فمسهد، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم، وينقلني من دار التكدير والتأثيم، وستخبرك ابنتك بما لقينا بعدك! فأحفها بالسؤال واستعلم منها الأمور والأحوال.هذا ولم يطل العهد، ولم يمتد الزمان، فعليكما مني السلام، سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم لاعن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، واُعد للمجرمين.
1- المستدرك على الصحيحين، الحاكم: 3 / 163.