قال: لو أعطاها اليوم فدك بمجرد دعواها لجاءت إليه غداً وادّعت لزوجها الخلافة، وزحزحته عن مقامه، ولم يكن يمكنه الإعتذار والموافقة بشيء، لأنه يكون قد أسجل على نفسه أنها صادقة فيما تدعي كائناً ما كان، من غير حاجة الى بينته ولا شهود.
وهذا كلام صحيح، وإن كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل(1).
ما تظن قصدهما بمنع فاطمة (عليها السلام) فدك؟
قال لي علوي من الحلة(2) يعرف بعلي بن مهنأ، ذكي ذو فضائل: ما تظن قصد أبي بكر وعمر بمنع فاطمة (عليها السلام) فدك؟
قلت: ما قصدا؟
قال: أرادا ألا يُظهرا لعلي (عليه السلام) ـ وقد اغتصباه الخلافة ـ رقة وليناً وخذلاناً، ولا يرى عندهما خوراً، فأتبعا القرح بالقرح.
1- شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 16 / 284.
2- الحلة: مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد.