5 ـ برواية أبي السعادات المبارك بن محمد
ابن الأثير (ت 606 هـ)
الرواية الاُولى: خطبتها (عليها السلام) في المهاجرين والأنصار.
قال ابن الأثير: قالت زينب بنت عليّ بن أبي طالب: لما بلغ فاطمةَ (عليها السلام) إجماع أبي بكر على منعها حقَّها من فدك، لاثَتْ خِمارها، وأقبلت في لُمَّة من حَفَدتِها ونساءِ قومِها، تطأُ ذُيولَها، لا تَخْرِمُ مِشيةَ رسولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى دخلت على أبي بكر، وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، فلُطَّتْ(1) دُونها مُلاءةٌ، ثمّ أنَّت أنَّة أجهشَ لها القومُ بالبكاء والنَّحيب، ثمّ أمهلتْ حتى إذا هدأتْ فَورتُهم، وسكنت روعتُهم، افتتحت الكلامَ بالحمد للهِ، والثَّناءِ عليه، والصلاة على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، في كلام طويل من الثَّناءِ والتحميد.
ثمّ قالت (عليها السلام): أنا فاطمةُ، وأبي محمدٌ، أقولها عَوْداً على بَدْء، ما أقولُ سَرفاً ولا شَطَطاً. (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)(2) وإن تَعْزُوه تَجِدُوه أبي دون نِسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولِنعم المَعْزِيُّ
1- بحاشية الأصل: فنيطت.
2- سورة التوبة: 128.