لم يشهدا هذا المشهد! أما كان يقتضي التكريم والإحسان أن يطيب قلب فاطمة (عليها السلام) بفدك، ويستوهب لها من المسلمين، أتقصر منزلتها عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن منزلة زينب أختها، وهى سيدة نساء العالمين؟ هذا اذا لم يثبت لها حق، لا بالنحلة ولا بالإرث؟
فقلت له: فدك بموجب الخبر الذى رواه أبو بكر قد صار حقاً من حقوق المسلمين، فلم يجز له أن يأخذه منهم.
فقال: وفداء أبي العاص بن الربيع قد صار حقّاً من حقوق المسلمين، وقد أخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم.
فقلت: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صاحب الشريعة، والحكم حكمه، وليس أبو بكر كذلك.
إنهما لم يأتيا بحسن في شرع التكرم
فقال: ما قلت: هلا أخذه أبو بكر من المسلمين قهراً فدفعه إلى فاطمة (عليها السلام)، وإنّما قلت: هلاّ استنزل المسلمين عنه واستوهبه منهم