73 ـ محمد حسين هيكل
[78] قال: أفكانت بيعة العامة هذه [إشارة إلى بيعة يوم الثلاثاء] بيعة إجماع من المسلمين لم يتخلف عنها أحد ما تخلّف سعد بن عبادة عن بيعة الخاصة بالسقيفة؟ المشهور أن طائفة من كبار المهاجرين تخلّفوا عنها، وأن علي ابن أبي طالب (عليه السلام) والعباس بن عبد المطلب من بني هاشم كانا من المتخلفين...
وفي رواية ذكرها اليعقوبي وذكرها غيره من المؤرخين، ولا يزال لها الشهرة: إنّ جماعة من المهاجرين والأنصار اجتمعوا مع علي بن أبي طالب (عليه السلام)في دار فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعون إلى مبايعته، وبينهم خالد بن سعيد يقول: فوالله ما في الناس أحد أولى بمقام محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) منك. وبلغ أبا بكر وعمر اجتماعهم بدار فاطمة (عليها السلام) فأتيا في جماعة حتى هجموا الدار، وخرج علي (عليه السلام)ومعه السيف فلقيه عمر فصارعه فصرعه..! وكسر سيفه! ودخلوا الدار. فخرجت فاطمة (عليها السلام) وقالت: " والله لتخرجنّ أو لأكشفنّ شعري، ولاعجّنّ إلى الله " فخرجوا وخرج من كان في الدار، وأقام القوم أياماً، ثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع ولم يبايع علي (عليه السلام) إلاّ بعد وفاة فاطمة (عليها السلام): أي بعد ستّة أشهر.
ويروي: أن عمر بن الخطاب جمع الحطب حول دار فاطمة (عليها السلام) وأراد أن يحرقها أو يبايع علي (عليه السلام) أبا بكر. ثم قال ـ بعد ذكر رواية ابن قتيبة الماضية ـ: هذا هو المشهور عن موقف علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأصحابه من بيعة أبي بكر(1).
وتقدّمت له الروايتان المرقّمتان: [10]، [12].
1. الصديق أبو بكر: 63 ـ 65.