هجوم علی بیت فاطمة (ع)

مهدی‏ عبد الزهراء

نسخه متنی -صفحه : 478/ 357
نمايش فراداده

" اليوم أكشف السريرة عن حقي، وأجلي القذى عن ظلامتي حتى يظهر لأهل اللب والمعرفة أني مذلل مضطهد، مظلوم مغصوب، مقهور محقور، وأنهم ابتزوا حقي، واستأثروا بميراثي " ".. يا معشر المجاهدين المهاجرين والأنصار! أين كانت سبقت تيم وعدي إلى سقيفة بني ساعدة خوف الفتنة؟! ألا كانت يوم الإيواء(1) ; إذا تكانفت(2) الصفوف، وتكاثرت الحتوف، وتقارعت السيوف؟ " " وهلا كانت مبادرتهما يوم بدر إذ الأرواح في الصعداء ترتقي، والجياد بالصناديد ترتدي، والأرض من دماء الأبطال ترتوي؟! " " ولم لم يشفقا على الدين يوم بدر الثانية..! والرعابيب ترعب، والأوداج تشخب، والصدور تخصب؟! " .. ثم عدد وقائع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلّها على هذا النسق، وقرعهما بأنهما في هذه المواقف كلّها كانا مع النظارة والخوالف والقاعدين، فكيف بادرا الفتنة بزعمهما يوم السقيفة.. وقد توطأ الإسلام بسيفه، واستقر قراره، وزال حذاره.

ثم قال بعد ذلك: ".. قد توافقنا على حدود الحق والباطل، وأخرجتكم من الشبهة إلى الحق، ومن الشك إلى اليقين،

فتبرّءوا ـ رحمكم الله ـ ممن نكثوا البيعتين، وغلب الهوى به فضلّ،

وابعدوا ـ رحمكم الله ـ ممن أخفى العذر وطلب الحق من غير أهله فتاه،

والعنوا ـ رحمكم الله ـ من انهزم الهزيمتين إذ يقول الله: ( إذا لَقِيتُمُ الذَّينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلوهُمُ الأَدْبارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذ دُبُرَهُ إِلاّ مُتَحَرِّفاً لِقتالِ أَوْ مُتَحَيِّزا إلى فِئَة فَقَدْ باءَ بِغَضَب مِنَ الله )(3) وقال: ( وَيَوْم حُنَيْن إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كثْرَتُكمْ فَلمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَليْكُمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِين)(4).

1. خ. ل: الأبواء.

2. خ. ل: تكاثفت.

3. الأنفال (8): 15.

4. التوبة (9): 25.