هجوم علی بیت فاطمة (ع) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
.. فإني مهدت مهاد نبوة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ورفعت أعلام دينك، وأعلنت منار رسولك، فوثبوا علي وغالبوني ونالوني ووتروني.. "
فقام إليه أبو حازم الأنصاري فقال: يا أمير المؤمين! أبو بكر وعمر ظلماك..؟! أحقك أخذا.. وعلى الباطل مضيا..؟ أعلى حق كانا..؟ أعلى صواب أقاما..؟ أم ميراثك غصبا..؟ أفهمنا لنعلم باطلهم من حقك، أو نعلم حقهما من حقك.. أبزاك أمرك؟ أم غصباك إمامتك؟ أم غالباك فيها عزا؟ أم سبقاك إليها عجلا فجرت الفتنة ولم تستطع منها استقلالا؟ فإن المهاجرين والأنصار يظنان أنهما كانا على حق وعلى الحجة الواضحة مضيا..
فقال صلوات الله عليه: " يا أخا اليمن! لا بحق أخذا، ولا على إصابة أقاما، ولا على دين مضيا، ولا على فتنة خشيا ـ يرحمك الله ـ اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل.. "
الى أن قال صلوات الله عليه: " وكذلك فعلا بي ما فعلا حسدا... سبقني إليه التيمي والعدوي كسباق الفرس احتيالا واغتيالا، وخدعة وغلبة... ولمّا أنزل الله جل وعز: ( وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّهُ )(1) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة فنحلها فدك، وأقامني للناس علما وإماما، وعقد لي وعهد إليّ، فأنزل الله عز وجل: (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكم )(2).
فقاتلت: حق القتال، وصبرت حق الصبر، على أنه أعربتما وعربا على دين أتت به تيم وعدي.. أم على دين أتى به ابن عمي وصنوي وجسمي، على أن أنصر تيما وعديا.. أم أنصر ابن عمي وحقي وديني وإمامتي.. وإنما قمت تلك المقامات، واحتملت تلك الشدائد، وتعرضت للحتوف على أن نصيبي من الآخرة موفرا، وإني صاحب محمّد، وخليفته، وإمام أمته بعده، وصاحب رايته في الدنيا والآخرة ".