لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض "(1).ودعا عليّاً (عليه السلام) ورفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يد علي اليسري بيده اليمنى ورفع صوته بالولاء لعليّ (عليه السلام) على الناس أجمعين، وفرض طاعته عليهم، وأمرهم أن لا يتخلّفوا عليه بعده، وخبّرهم أنّ ذلك عن أمر الله عزّ وجلّ(2).ثمّ نادى بأعلى صوته: " ألستُ أولى بكم منكم بأنفسكم..؟ قالوا: اللّهمّ بلى، فقال لهم ـ على النسق من غير فصل وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين (عليه السلام)فرفعهما حتّى بان بياض إبطيهما ـ: " فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللّهمَّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله "، ثمّ نزل (صلى الله عليه وآله وسلم)وكان وقت الظهيرة فصلّى ركعتين، ثمّ زالت الشمس فأذّن مؤُذِّنه لصلاة الظهر فصلّى بهم الظهر وجلس (عليه السلام) في خيمته وأمر عليّاً (عليه السلام) أن يجلس في خيمة له بإزائه، ثمّ أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً.. فيهنّئوه بالمقام ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين، ففعل الناس ذلك كلّهم، ثمّ أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه ويسلّمن عليه بإمرة المؤمنين، ففعلن، وكان فيمن أطنب في تهنيته بالمقام عمر بن الخطاب وأظهر له من المسرّة به: وقال فيما قال: بخ بخ لك يا علي! أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة(3)!.
الصحيفة الملعونة
الصحيفة الملعونةواجتمع قوم من المنافقين وتحالفوا وتعاقدوا على أن لا يطيعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما عرض عليهم من ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعده، فلمّا1. اتفق الفريقان على نقل حديث الثقلين، راجع عبقات الأنوار، وخلاصة العبقات ج 1 و 2.2. إرشاد القلوب: 331 ; عنه بحار الأنوار: 28/98.3. الإرشاد: 1/175 ـ 177 ; عنه بحار الأنوار: 21/386 ـ 388.