ثوب الإيمان، وفلجوا بنا في العالمين، وأبدت لهم أيام الرسول آثار الصالحين من حام مجاهد، ومصلٍّ قانت، ومعتكف زاهد.. يظهرون الأمانة، ويأتون المثابة، حتى إذا دعا الله عزّ وجلّ نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ورفعه إليه لم يك ذلك بعده إلاّ كلمحة من خفقة، أو وميض من برقة إلى أن رجعوا على الأعقاب، وانتكصوا على الأدبار، وطلبوا بالأوتار، وأظهروا الكتائب، وردموا الباب، وفلّوا الديار، وغيّروا آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ورغبوا عن أحكامه، وبعدوا من أنواره، واستبدلوا بمستخلفه بديلاً اتخذوه، وكانوا ظالمين، وزعموا أنّ من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ممن اختار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لمقامه، وأنّ مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجريّ الأنصاريّ الربانيّ ناموس هاشم بن عبد مناف... وعن قليل يجدون غبّ ما أسّسه الأوّلون..ألا وإنّي ـ فيكم أيها الناس! ـ كهارون في آل فرعون، وكباب حطّة في بني إسرائيل، وكسفينة نوح في قوم نوح، إنّي النبأ العظيم، والصدّيق الأكبر.. وعن قليل ستعلمون ما توعدون.. وهل هي إلاّ كلعقة الآكل، ومذقة الشارب، وخفقة الوسنان، ثم تلزمهم المعرات خزياً في الدنيا ويوم القيامة يردّون إلى أشدّ العذاب وما الله بغافل عمّا يعملون..(1).
التظلم من قريش
التظلم من قريش(2)قال ابن أبي الحديد: واعلم أنه قد تواترت الأخبار عنه (عليه السلام) بنحو من هذا القول، نحو قوله: " مازلت مظلوماً منذ قبض الله رسوله حتّى يوم الناس هذا ".1. الكافي: 8/22 ـ 30.2. وقد عقد لذكر تظلماته فصلاً مستقلاً في تقريب المعارف: 237 ; الصراط المستقيم: 2/41 ; بحار الأنوار: 29/497.