قال أبو جعفر (عليه السلام): " والله لو نشرت شعرها لماتوا طرّاً "(1).وفي رواية: عدلت بعد ذلك إلى قبر أبيها، فأشارت إليه بحزنة ونحيب وهي تقول:
" نفسي على زفراتها محبوسة
يا ليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعدك في الحياة وإنما
أبكي مخافة أن تطول حياتي "
ثم قالت: " وا أسفاه عليك يا أبتاه، واثكل حبيبك أبو الحسن المؤتمن، وأبو سبطيك الحسن والحسين، ومن ربيّته صغيراً وواخيته كبيراً، وأجلّ أحبّائك لديك، وأحبّ أصحابك عليك، أولهم سبقاً إلى الاسلام، ومهاجرةً إليك يا خير الأنام.. فها هو يساق في الأسر كما يقاد البعير ".ثم إنها أنّت أنّةً وقالت: " وامحمداه..! واحبيباه..!، وا أباه..! وا أبا القاسماه..! وا أحمداه..! وا قلّة ناصراه..! وا غوثاه وا طول كربتاه..! وا حزناه..! وا مصيبتاه..! وا سوء صباحاه..! " وخرّت مغشيةً عليها، فضجّ الناس بالبكاء والنحيب، وصار المسجد مأتماً(2).وفي رواية: وأصبحت فاطمة (عليها السلام) تنادي: " وا سوء صباحاه..! "، فسمعها أبو بكر فقال لها: إنّ صباحك لصباح سوء(3)(4).
الإجبار على البيعة
الإجبار على البيعة1. الكافي: 8/237.2. علم اليقين: 2/686 ـ 688.3. قال الجوهرى: يوم الصباح: يوم الغارة انظر الصحاح: 1/380. وقال الطريحي: يا صباحاه! هذه كلمة يقولها المستغيث عند وقوع أمر عظيم، وأصلها إذا صاحوا للغارة، لأنّهم أكثر ما كانوا يغيرون وقت الصباح، فكأنّ القائل: واصباحاه! يقول: قد غشينا العدوّ. راجع مجمع البحرين: 2/283.4. مصباح الأنوار: 290 ; الارشاد: 1/189.