قال أحمد أمين: ولم يكن علي (عليه السلام) حاضراً هذا الاجتماع [أي السقيفة]لاشتغاله هو وأهل بيته في جهاز رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ العدّة لدفنه، فلمّا بلغه خبر البيعة لأبي بكر لم يرض عنها(1)... والآثار في ذلك أكثر من أن تحصى(2).ومن الطرائف(3) ما رواه ابن سعد وغيره في المقام، قال: جاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوماً متقنعاً متحازناً، فقال أبو بكر: أراك متحازناً؟!! فقال علي (عليه السلام): " إنّه عناني ما لم يعنك!! " قال أبو بكر: اسمعوا ما يقول، أُنشدكم الله أترون أحداً كان أحزن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منّي!! "(4).
حديث السقيفة وتدبير البيعة..
حديث السقيفة وتدبير البيعة..قالوا: ثمّ اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: نولّي هذا الأمر من بعد محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) سعد بن عبادة، وأخرجوا سعداً إليهم وهو مريض، قال: فلمّا اجتمعوا قال لابنه أو لبعض بني عمّه: إنى لا أقدر لشكواي أن أُسْمع القوم كلّهم كلامي، ولكنّ تلقَّ منّي قولي فأسمعْهم، فكان يتكلّم ويحفظ الرجل قوله فيرتفع به صوته ويُسمع به أصحابه، فقال بعد أن حمد الله وأنثى عليه: يا معشر الأنصار! إنّ محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع1. فجر الإسلام: 253.2. راجع كتاب سليم: 79 ; الإفصاح: 234 ; الاحتجاج: 80 ـ 81.3. الطرائف: 399 ـ 400 ; شرح نهج البلاغة: 12/86 و 13/36 ـ 37 ; الاكتفاء... مغازي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والخلفاء: 2/438 ; سمط النجوم العوالي: 2/244 ; وذكر ابن شهر آشوب في ذلك أشعاراً وأخباراً، مثالب النواصب: 118 ـ 119 (مخطوط).4. الطبقات: 2/ ق 2/84 ; نهاية الإرب: 18/396 ـ 397 ; كنز العمّال: 7/230 ; جامع الأحاديث: 13/15.