الثانية: ألم يوجد من يدافع عن أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (عليهما السلام)؟!
الثانية: ألم يوجد من يدافع عن أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (عليهما السلام)؟!
أن ثبوت خذلان الناس لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ولأمير المؤمنين (عليه السلام)خاصّة ـ مما ملئت به الكتب واشتهر بين الخاصة والعامة، ولا ينكره إلا المكابر.
ومما رواه جمع كثير من العامّة قول عائشة: فلمّا توفّيت فاطمة استنكر عليّ وجوه الناس أو: انصرفت وجوه الناس عنه(1).
وترى في النصوص أن عدد أعوانه لايتجاوز عدد الأصابع.
وذكرنا ما يدل على ذلك بوضوح من إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك، وشكوى أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (عليهما السلام) واستنصارهما وعدم إجابة الناس لهما.
نعم بعض الأنصار ذكروا فيما بينهم أنّ الخلافة حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) دون غيره، وبلغ ذلك إلى الخليفة وأعوانه، فترى أبا بكر بعد مواجهة الصدّيقة الكبرى (عليها السلام) في المسجد ـ عند ذكر الخطبة الفدكية ـ التفت إلى الأنصار فقال: قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم، وأحقّ من لزم عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنتم ـ فقد جاءكم فآويتم ونصرتم ـ ألا اني لست باسطاً يداً ولا لساناً على من لم يستحقّ ذلك منّا(2).
وعن عمر بن الخطّاب أنه قال: فقد جاءني قوم من الأنصار فقالوا: إنّ علياً ينتظر الإمامة ويزعم أنه أولى بها من أبي بكر، فأنكرتُ عليهم ورددت قولهم في
1. كفاية الطالب: 370 (ط نجف) ; صحيح مسلم: 5 / 154 ; البخاري: 5 / 83 ; السنن الكبرى: 6/300 ; البداية والنهاية: 5 / 307 ; السيرة النبوية وأخبار الخلفاء للبستي: 434 ; تاريخ الطبري: 3/208 ; شرح مسلم للنووي: 12 / 77 ـ 76 ; النهاية لابن أثير: 5 / 159 ; شرح ابن أبي الحديد: 6/46 ; أعلام النساء كحالة: 4 / 132 ; إحقاق الحق: 10 / 485 ـ 484.
2. شرح نهج البلاغة 16 / 215.