واخذل من خذله ".. أن يشهد بما سمع ".قال زيد بن أرقم: فشهد اثنا عشر رجلاً بدرياً بذلك، وكنت ممن سمع القول من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكتمت الشهادة يومئذ فذهب بصري.قال: وكثر الكلام في هذا المعنى وارتفع الصوت وخشى عمر أن يصغى ألى قول علي (عليه السلام) ففسخ المجلس وقال: إنّ الله تعالى يقلّب القلوب والأبصار، ولا يزال ـ يا أبا الحسن ـ ترغب عن قول الجماعة، فانصرفوا يومهم ذلك)(1).
اشتغال أمير المؤمنين (عليه السلام) بجمع القرآن
اشتغال أمير المؤمنين (عليه السلام) بجمع القرآنفجلس أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيته، واشتغل بجمع القرآن ـ كما أوصاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ من يومه ذلك ـ وهو اليوم الثالث من وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أي يوم الأربعاء(2) ـ فأكثر الناس في تخلّفه عن بيعة أبي بكر، واشتدّ أبو بكر وعمر1. الاحتجاج: 73 ـ 75، عنه بحار الأنوار: 28/183 ـ 188 ; الإمامة والسياسة: 1/18 ـ 19 ; مثالب النواصب: 138 ـ 139 ; شرح نهج البلاغة: 6/11 ـ 12. وجعلنا علامة () رمزاً للمواضع المحذوفة في الإمامة والسياسة وشرح نهج البلاغة: وبعد التأمل تجد ما حذف نصّاً على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)ووصايته، ولا يجديهم ما دلّسوه مع قولهم عنه (عليه السلام): وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً. وقوله: فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون؟ثمّ ذكر بعض ما وقع في هذا المجلس في كتاب الردّة للواقدي: 46 ـ 47 ; الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي: 1/13 ـ 14 ; روضة الصفا: 2/595 ـ 597 ; حبيب السير: 1/447 ; المسترشد: 374 ـ 376 (عن مولانا أبي جعفر الباقر (عليه السلام)) ; أنوار اليقين، للحسيني الزيدي: 380، شفاء صدور الناس: 478 ـ 479 ; التاريخ السياسي والحضاري، للسيّد عبد العزيز سالم: 177 ; تاريخ الدولة العربية: 161 ; دائرة المعارف، محمّد فريد وجدي: 3/758 ـ 759.2. أقول: بناءً على أنّ الدفن كان في ليلة الأربعاء ـ كما ورد في غير واحد من روايات الفريقين ـ فلا شكّ في كون يوم الأربعاء الأول من أيام جمع القرآن، هذا من حيث المبدأ. اما تاريخ الفراغ ; فالذي يظهر من رواية الفرات الكوفي في تفسيره بسنده عن مولانا أبي جعفر (عليه السلام)ومما ذكره ابن النديم في الفهرست أنه فرغ بعد ثلاثة أيام، راجع تفسير الفرات: 398 ـ 399 ; عنه بحار الأنوار: 23/249 ; الفهرست: 30 ولكن ورد في الروايات عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)عن آبائه (عليهم السلام) أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام)خطب خطبة (الوسيلة) بعد موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بسبعة أيام، وفي بعض النسخ بتسعة أيام، وذلك حين فرغ من جمع القرآن. الكافي: 8/17 ; التوحيد: 73 ; أمالي الصدوق: 320 ; أمالي الطوسي: 1/263، عنه بحار الأنوار: 4/221 و 77/382.