متى وقعت تلك الحادثة؟
متى وقعت تلك الحادثة؟
كثر السؤال عن تاريخ إحراق بيت فاطمة (عليها السلام) وإسقاط جنينها، ولم أجد من تكلّم حول هذا الموضوع مستنداً إلى النصوص والآثار(1) لأقتفي أثره، وقد صعب علينا التحقيق في ذلك لاقتضاء غير واحد من الأسباب خفاءه كالتقية، وتكرر الهجوم على البيت وغير ذلك ولعلّ بعضهم لم يكن يهتمّ بضبط التاريخ الدقيق في أمثاله لمعروفيته أو غيره.
و لنذكر ما وصلنا إليه ليكون مقدّمةً وتسهيلاً لمن أراد التحقيق في ذلك، ولبيانه نقدّم أُموراً:
الأول: لا ريب في أن إرسالهم إلى بيت الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام)والهجوم عليه وقع بعد وفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأيام قليلة، وقد ورد في زيارة جامعة أئمة المؤمنين (عليهم السلام): ".. غادروه على فراش الوفاة وأسرعوا لنقض البيعة... فحشر سفلة الأعراب وبقايا الاحزاب إلى دار النبوة والرسالة.. "(2).
وفي ما رواه الجوهري: نادت السيدة فاطمة (عليها السلام): " يا أبا بكر! ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله... "(3).
1. ذكر بعضهم ان ذلك كان في يوم 29 سفر ـ كالشيخ البيرجندي في وقايع الأيام: 59، وسپهر في ناسخ التواريخ قسم الخلفا: 1/50 ـ أو 30 صفر، كما هو مختار البيرجندي في المصدر السابق وسپهر في الناسخ، أو أحد اليومين على الترديد، كما نسبه إلى الشيعة السيد الخاتون آبادي في وقايع السنين والأعوام: 72. ولكنّنا لا يمكننا الالتزام بذلك كما سيظهر لك ان شاء الله تعالى.
ونقل بعض المعاصرين عن بعض المؤرخين أنه كان يوم السادس بعد الوفاة، ولم يذكر له سنداً ولا مستنداً، لاحظ: مسند فاطمة (عليها السلام)، مهدي الجعفري: 128.
2. مصباح الزائر: 463 ـ 464، عنه بحار الأنوار: 102/165 ـ 166.
3. شرح نهج البلاغة: 2/57 و 6/49.