وعمر وجماعة من حضر المسجد من المسلمين ثمّ قال: " ألم آمر أن تنفذوا جيش أُسامة؟! " فقالوا: بلى يا رسول الله، قال: " فلم تأخّرتم عن أمري؟! " قال أبو بكر: إنّي كنت قد خرجت ثمّ رجعت لأُجدّد بك عهداً، وقال عمر: يا رسول الله! إنّي لم أخرج لانّني لم أُحبّ أن أسأل عنك الركب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " نفذوا جيش أُسامة.. نفذوا جيش أُسامة.. " يكرّرها ثلاث مرات، ثمّ أُغمي عليه من التعب الذي لحقه والأسف، فمكث هنيئة مغمى عليه، وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضر من المسلمين(1).
رزية يوم الخميس
رزية يوم الخميسوعندما أفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نظر إلى من كان حوله ثمّ قال: " ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده أبداً "، ثمّ أُغمي عليه، فقال عمر: إنّه يهجر!!(2) لا تأتوه بشيء فإنّه قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله..! فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم رسول الله.. ومنهم من يقول ما قال عمر.. فلمّا كثر اللغط والاختلاف قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):1. الإرشاد: 1/183 ـ 184 عنه بحار الأنوار: 22/468. أقول: ذكر الطبري والمقدسي وغيرهما أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عقيب تلك الصلاة: " أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أوّلها.. " راجع تاريخ الطبري: 3/198 ; البدء والتاريخ: 5/61 ; وأشار إليه النويري بقوله عقيب ذكر الصلاة: فحذّر (أي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)) الناس من الفتن، نهاية الإرب: 18/368. وقال العصامي المكّي: فكلّمهم رافعاً صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول: " أيها الناس! سعرت النار..، وأقبلت الفتن كالليل المظلم.. ". سمط النجوم ا لعوالي: 2/241.2. الإرشاد: 1/183 ـ 184 عنه بحار الأنوار: 22/468.