على أهلها ولكنهم لم يقدروا على أزيد من إحراق الباب.
السابعة: تحريف السيرة
السابعة: تحريف السيرة
قد يتساءل: لماذا سكت كثير من علماء العامة عن إيراد قضية الهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام) وإحراقه مفصلاً، أو لم يذكروه أصلاً؟! كما أنّ جملة من كتب الشيعة ذكرت القضية اجمالاً.
أقول: أولاً إن الذين ذكروا هذه القضايا في كتبهم من علماء السنة ليسوا بقليلين.. كما اسلفنا بعضها..!
وثانياً: المتتبع يجد أن ما يرتبط بالصحابة من القضايا التاريخية ـ سواء أكانت مما وقعت في زمن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أو بعده ـ لم يصل الينا إلاّ القليل منها، إمّا لإخفائها، أو لذكرها مبهمة أو محرَّفة، فأصل وقوع تلك القضايا ـ بل وجود رواياتها في القرون الأولى ـ مما لا يقبل الإنكار.
قال ابن عَديّ (المتوفى 365) في ترجمة ابن خراش: وحمل الى بندار جزأين صنّفهما في مثالب الشيخين... فأما الحديث فأرجو أنّه لا يتعمد الكذب(1).
وقال في ترجمة عبد الرزاق بن همام ـ بعد مدحه ـ:.. إلاّ أنهم نسبوه الى التشيع، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليها أحد من الثقات، فهذا أعظم ما رموه به... ولما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره في كتابي هذا، وأما في باب الصدق فأرجو أن لا بأس به، إلاّ أنّه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل
1. الكامل في ضعفاء الرجال: 5/519.