( إِنَّ الَّذِيْنَ آمَنُوْا ثُمَّ كَفَرُوْا.. )(1).
بل نستشعر من بعضهم مثل عمر بن الخطاب وحشة من سورة التوبة!! فقد روى السيوطي عن غير واحد منهم، عن ابن عباس: إن عمر قيل له: سورة التوبة، قال: هي إلى العذاب أقرب..! ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحداً!!
وفي رواية أخرى قال: ما فُرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنّه لم يبق منا أحد إلاّ ستنزل فيه، وكانت تسمّى: الفاضحة(2)!
فإذا كان هذا حالهم في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).. فهل يحتمل أن يكون لوفاته (صلى الله عليه وآله وسلم)تأثير في شدة تقواهم وتكامل عدالتهم؟!
ثم انه لا ريب في اجتماع شرف الصحبة والزوجية لأزواجه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهنّ أمهات المؤمنين.. وهنّ صحابيات.. ومع ذلك قال الله عزّ وجلّ فيهنّ: ( مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَة مُبَيّنَة يُضاعَفُ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ )(3) وفي سورة التحريم ـ بعد توبيخ حفصة وعائشة(4) ـ يضرب لهما مثلاً فيقول: ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِيْنَ كَفَرُوْا امْرَأَتَ نُوْح وَامْرَأَتَ لُوْط كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيْلَ ادْخُلاَ النّارَ مَعَ الدّاخِلِيْنَ )(5).
ثم أليس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " أنا فرطكم على الحوض وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجنّ دوني، فأقول: يا ربّ أصحابي.. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا
1. النساء (4): 137. راجع أيضاً: سورة المنافقين (63) وسورة التوبة (9): 42، 95، 96، 107 وغيرها والمجادلة (58): 41، 18.
2. جامع الأحاديث: 14 / 47.
3. الأحزاب (33): 30.
4. راجع جامع الأحاديث: 14 / 61، 66.
5. التحريم (66): 10.