النظر واجب بالعقل لا بالسمع
قال المصنّـف ـ طاب رمسـه ـ(1):
في أنّ النظر واجب بالعقل
الحقّ أنّ مَدرك وجوب النظر عقليٌّ لا سمعي، وإنْ كان السمع قد دلّ عليه أيضاً بقوله تعالى: ( قُلِ انظُروا )(2).
وقال الأشاعرة قولا يلزم منه انقطاع حجج الأنبياء، وظهور المعاندين عليهم، وهم معذورون في تكذيبهم! مع أنّ الله تعالى قال: ( لئلاّ يكونَ للناسِ على اللهِ حُجّةٌ بعدَ الرسُل )(3)..
فقالوا: إنّه واجب بالسمع لا بالعقل، وليـس يجب بالعقل شيء ألبتّة!(4).
فيلزمهم إفحام الأنبياء، واندحاض حجّتهم ; لأنّ النبيّ إذا جاء إلى المكلَّف فأمره بتصديقه واتّباعه، لم يجب ذلك عليه إلاّ بعد العلم بصدقه،
(1) نهج الحقّ: 50 ـ 51.
(2) سورة يونس 10: 101.
(3) سورة النساء 4: 165.
(4) الملل والنحل 1 / 88، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين: 64 ـ 65، شرح المقاصد 1 / 262، شرح المواقف 1 / 270 ـ 271.