إذ بمجرّد الدعوى لا يثبت صدقه، بل ولا بمجرّد ظهور المعجزة على يده ما لم ينضمّ إليه مقدّمات..
منها: إنّ هذه المعجزة من عنـد الله تعالى.
[ومنها: إنّه تعالى] فعلها لغرض التصديق.
ومنها: إنّ كلّ من صدّقه اللهُ تعالى فهو صادق..
لكنّ العلم بصدقه حيث يتوقّف على هذه المقدّمات النظرية، لم يكن ضرورياً، بل يكون نظريّـاً.
فللمكلَّف أنْ يقول: لا أعرف صدقك إلاّ بالنظر، والنظر لا أفعله إلاّ إذا وجب علَيَّ وعرفتُ وجوبَه، ولم أعرف وجوبه إلاّ بقولك، وقولك ليس بحجّة علَيَّ قبل العلم بصدقك!
فتنقطع حجّة النبيّ، ولا يبقى له جواب يخلص به، فتنتفي فائدة بعثة الرسل، حيث لا يحصل الانقياد إلى أقوالهم، ويكون المخالف لهم معـذوراً.
وهذا هو عين الإلحاد والكفر! نعوذ بالله منه.
فلينظر العاقل المنصف [من نفسه]، هل يجوز له اتّباع من يؤدّي مذهبُه إلى الكفر؟!