وأقـول:
لا يخفى أنّ دليل الأشعري قد تكرّر ذِكره في كتبهم، واستفرغ القوم وسعهم في تصحيحه، فلم ينفعهم، حتّى أقرّ محقّقوهم بعدم تمامه.
فهذا شارح " المواقف " بعد ترويجه بما أمكن، والإيراد عليه ببعض الأُمور، قال: " وفي هذا الترويج تكلّفات أُخر يطلعك عليها أدنى تأمّل، فإذاً الأَوْلى ما قد قيل من أنّ التعويل في هذه المسألة على الدليل العقلي متعـذّر "(1).
وقال التفتازاني في " شرح المقاصد "(2) بعـدما أطال الكلام في إصلاحه: " والإنصاف أنّ ضعف هذا الدليل جليّ "(3).
وأقـرّ القوشـجي في " شـرح التجـريد " بورود بعض الأُمور عليه ممّا
(1) شرح المواقف 8 / 129.
(2) كان في الأصل: " شرح المطالع " وهو سهو، بل هو " شرح المقاصد "، فلم يُعهد للتفتازاني كتاب بذاك الاسم ; انظر: هديّة العارفين 6 / 429 ـ 430، معجم المؤلّفين 3 / 849 رقم 16856.
و " مطالع الأنوار " في المنطق، للقاضي سراج الدين محمود بن أبي بكر الأُرموي ـ المتوفّى سنة 682 هـ ـ، ولكتابه شرح اسمه " لوامع الأسرار " لقطب الدين محمّـد ابن محمّـد الرازي ـ المتوفّى سنة 766 هـ ـ أحد تلامذة العلاّمة الحلّي، وعلى شرحه هذا حواش عديدة، منها: حاشية لسيف الدين أحمد بن محمّـد ـ حفيد سعد الدين التفتازاني، المتوفّى سنة 842 هـ ـ ; ومن هنا حصل اللبس في نسـبة الكتاب ; فـلاحـظ!
انظر: كشف الظنون 2 / 1715 ـ 1717، أمل الآمل 2 / 300 ـ 301 رقم 908، رياض العلماء 5 / 170، لؤلؤة البحرين: 194 ـ 198 رقم 74.
(3) شرح المقاصد 4 / 191.