الوجه الرابع:
قال المصنّـف ـ أعلى الله مقامه ـ(1):
الرابع: الضرورة قاضية بقبح العبث، كمن يستأجر أجيراً ليرمي من ماء الفرات في دجلة، ويبيع متاعاً ـ أُعطي في بلده عشرة دراهم ـ في بلد يحمله إليه بمشقّة عظيمة، ويعلم أنّ سعره كسعر بلده بعشرة دراهم أيضاً.
وقبح تكليف ما لا يطاق كتكليف الزمِن الطيرانَ إلى السماء، وتعذيبه دائماً على ترك هذا الفعل.
وقبح ذمّ العالِم الزاهد على علمه وزهده، وحسن مدحه، وقبح مدح الجاهل الفاسق على جهله وفسقه، وحسن ذمّه عليهما.
ومن كابر في ذلك فقد أنكر أجلى الضروريات ; لأنّ هذا الحكم حاصل للأطفال، والضروريات قد لا تحصل لهم.
(1) نهج الحقّ: 83.