التوحيد
قال المصنّـف ـ شرّف الله قدره ـ(1):
فهذا خلاصة أقاويل الفريقين في عدل الله عزّ وجلّ.
وقول الإمامية في التوحيد يضاهي قولهم في العدل، فإنّهم يقولون: إنّ الله تعـالى واحـد لا قـديم سـواه، ولا إلـه غيـره، ولا يشـبه الأشـياء، ولا يجوز عليه ما يصحّ عليها من التحرّك والسكون، وإنّه لم يزل ولا يزال حيّـاً قادراً عالماً مدركاً، لا يحتاج إلى أشـياء يعلم بها، ويقدّر ويحيـي، وإنّه لمّا خلق الخلق أمرهم ونهاهم، ولم يكن آمراً ولا ناهياً قبل خلقه لهـم(2).
وقالت المشبّهة: إنّه يشبه خلقه ; فوصفوه بالأعضاء والجوارح، وإنّه لم يزل آمراً وناهياً إلى ما بعد خراب العالم وبعد الحشر والنشر، دائماً بدوام ذاته(3).
وهذه المقالة في الأمر والنهي ودوامهما مقالة الأشعرية أيضاً(4).
(1) نهج الحقّ: 77.
(2) أوائل المقالات: 51 ـ 53، شرح جمل العلم والعمل: 78 ـ 79، تقريب المعارف: 88، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد: 78، المنقذ من التقليد 1 / 131، تجريد الاعتقاد: 193 ـ 194.
(3) الملل والنحل 1 / 94، شرح المواقف 8 / 25 ـ 26.
(4) التقريب والإرشاد ـ للباقلاّني ـ 2 / 306، اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع: 36، نهايـة الإقـدام في علم الكلام: 304، الأربعين في أُصول الديـن ـ للفخر الرازي ـ 1 / 256 ـ 257، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين: 266، إرشاد الفحول: 31.