العلم بالنتيجة واجب بعد المقـدّمتين
قال المصنّـف ـ قـدّس الله نفسه ـ(1):
المسـألة الثـانيـة
في النـظر
وفيه مباحث:
[المبحـث] الأوّل
إنّ النظر الصحيح يسـتلزم العلم
الضرورة قاضية بأنّ كلَّ مَن عرف أنّ الواحدَ نصفُ الاثنين، وأنّ الاثنينَ نصفُ الأربعة، فإنّه يعلم أنّ الواحدَ نصفُ نصفِ الأربعة.
وهذا الحكم لا يمكن الشكّ فيه، ولا يجوز تخلّفه عن المقدّمتين السابقتين، وأنّه لا يحصل من تينك المقدّمتين: أنّ العالَم حادث، و [لا] أنّ النفس جوهر، [أ] و أنّ الحاصل أوّلا أَوْلى من حصول هذين.
وخالفت الأشاعرة كافّة العقلاء في ذلك(2)، فلم يوجبوا حصول
(1) نهج الحقّ: 49 ـ 50.
(2) انظر: شرح العقائد النسفية: 69 ـ 70، شرح المقاصد 1 / 240 ـ 247، شرح المواقف 1 / 207 ـ 224.