اسـتلزام الأمر للإرادة والنهي للكراهة
قال المصنّـف ـ قـدّس الله نفسه ـ(1):
المطلب الرابـع
في اسـتلزام الأمر والنهي: الإرادة والكراهة
كلّ عاقل يريد من غيره شيئاً على سبيل الجزم فإنّه يأمره به، وإذا كره الفعل فإنّه ينهى عنه.
وإنّ الأمر والنهي دليلان على الإرادة والكراهة.
وخالفت الأشاعرة جميع العقلاء في ذلك، وقالوا: إنّ الله تعالى يأمر دائماً بما لا يريده، بل بما يكرهه، وإنّه ينهى عمّا لا يكرهه، بل عمّا يريـده(2)!
وكلّ عاقل ينسب من يفعل هذا إلى السفه والجهل، تعالى الله عن ذلك علـوّاً كبيراً.
(1) نهج الحقّ: 63.
(2) انظر ذلك تصريحاً أو مؤدّىً في: الإبانة عن أُصول الديانة: 126 ـ 131، اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع: 56 ـ 58، تمهيد الأوائل: 319 ـ 322، الفصل في الملل والأهواء والنحل 2 / 168 ـ 170، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ 1 / 83 ـ 84، الأربعين في أُصول الدين ـ للفخر الرازي ـ 1 / 343 ـ 344، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين: 288 ـ 289، المسائل الخمسون: 60، شرح المقاصد 4 / 274، شرح العقائد النسـفية: 138 ـ 141، شرح المواقف 8 / 173 ـ 174.