وأقـول:
قد عرفت أنّ دعوى موجودية البقاء زائداً على الوجود من أوضح الأُمور بطلاناً، وأكثرها فساداً، حتّى عند جملة من الأشاعرة(1)، فكيف يدّعي ضرورة موجوديّـتـه؟!
وأعجب منها دعوى الضرورة في عدم جواز قيام العرض بالعرض! والحال أنّ قيام البطء والسرعة بالحركة من أوضح الضروريات(2) ; وسيظهر لك الحال في المبحث الآتي إن شاء الله تعالى.
فمذهب الأشاعرة، من أنّ العرض لا يبقى زمانين، مخالف للضرورة.
وأعظم منه مخالفة لها مذهب النظّام ; لاشتماله على مذهب الأشاعرة، وعلى أنّ الجسم مركّب من الأعراض.
(1) راجع: الأربعين في أُصول الدين 1 / 264 ـ 265، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين: 252 ـ 253، شرح المقاصد 4 / 166 ـ 167.
(2) انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل 3 / 289، منهاج اليقين في أُصول الدين: 129.