وأقـول:
ذكر الشهرستاني في " الملل والنحل " الكرّامية، وعدّهم من الصفاتية وأهل السُـنّة، وقال: هم أصحاب أبي عبـد الله محمّـد بن كرّام، وهم طوائف يبلغ عددهم اثنتي عشرة فرقة.
ثمّ قال: نصّ أبو عبـد الله على أنّ لمعبوده على العرش استقراراً، وعلى أنّه بجهة فوق ذاتاً، وأطلق عليه اسم " الجوهر "، فقال في كتابه المسمّى " عذاب القبر ": إنّه أحديُّ الذات، أحديُّ الجوهر، وإنّه مماسّ للعرش من الصفحة العليا، ويجوز عليه الانتقال والتحوّل والنزول!
ومنهم من قال: إنّه على بعض أجزاء العرش! وقال بعضهم: امتلأ العرش به! وصار المتأخّرون منهم إلى أنّه تعالى بجهة فوق ومحـاذ للعـرش.
ثمّ اختلفوا، فقال العابدية منهم: إنّ بينه وبين العرش من البعد والمسافة ما لو قُدّر مشغولا بالجواهر لاتّصلت به(1).
.. إلى غير ذلك ممّا ذكره من خرافاتهم وضلالاتهم التي صاروا إليها بمجرّد الهوى وعدم المبالاة بالله سبحانه.
وقال في " المواقف " وشرحها: ذهـب أبو عبـد الله محمّـد بن كرّام إلى أنّه تعالى في الجهة ككون الأجسام فيها، وهو أنْ يكون بحيث يشار إليه أنّه ها هنا أو هناك، وهو مماسّ للصفحة العليا من العرش، ويجوز عليه
(1) الملل والنحل 1 / 99 ـ 100.