وقال الفضـل(1):
أجمع أهل الملل والشرائع كلّها على وجوب عصمة الأنبياء عن تعمّد الكذب في ما دلّ المعجز القاطع على صدقهم فيه، كدعوى الرسالة وما يبلّغونه عن الله... وأمّا سائر الذنوب فأجمعت الأُمّة على عصمتهم من الكفر(2).
وجوّز الشيعة إظهار الكفر تقيّة عند خوف الهلاك ; لأنّ إظهار الإسلام حينئذ إلقاء للنفس في التهلكة، وذلك باطل ; لأنّه يقضي إلى إخفاء الدعوة بالكلّـيّة وترك تبليغ الرسالة، إذ أَوْلى الأوقات بالتقيّة وقت الدعوة، للضعف بسبب قلّة الموافق وكثرة المخالفين(3).
وأمّا غير الكفر من الكبائر، فمنعه الجمهور من الأشاعرة والمحقّقين.
وأمّا الصغائر عمداً، فجوّزه الجمهور إلاّ الصغائر الخسيسة كسرقة حبّة أو لقمة(4)، للزوم المخالفة لمنصب النبوّة.
هذا مذهبهم، فنسبة تجويز الكبائر إلى الأشاعرة افتراء محض.
وأمّا ما ذكر من تعظيم أنبياء الله وأهل بيت النبوّة، فهو شعار أهل السُـنّة، والتعظيم ليس عداوة الصحابة، كما زعمه الشيعة والروافض، بل
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 1 / 312.
(2) شرح المواقف 8 / 263 ـ 264.
(3) شرح المواقف 8 / 264.
(4) انظر: شرح المواقف 8 / 264.