إنّ الله لا يضلّ أحداً عن الدين
قال المصنّـف ـ أجزل الله ثوابه ـ(1):
وقالت الإمامية: ما أضلّ الله أحداً من عباده عن الدين، ولم يرسل رسولا إلاّ بالحكمة والموعظة الحسـنة(2).
وقالت الأشاعرة: قد أضلّ الله كثيراً من عباده عن الدين، ولـبّس عليهم، وأغواهم، وأنّه يجوز أن يرسل رسـولا إلى قوم ولا يأمرهم إلاّ بسـبّه ومدح إبليس.
فيكون من سبّ الله تعالى ومدح الشيطان، واعتقد التثليث والإلحاد وأنواع الشرك مستحقّـاً للثواب والتعظيم.
ويكون من مدح الله تعالى طول عمره، وعبـده بمقتضى أوامره، وذمّ إبليس دائماً، في العقاب المخلّد واللعن المؤبّد.
وجوّزوا أن يكون في من سلف من الأنبياء ممّن لم يبلغنا خبره مَن لم تكن شريعته إلاّ هذا(3).
(1) نهج الحقّ: 75.
(2) شرح نهج البلاغة ـ لابن ميثم ـ 5 / 278 ـ 280، وانظر مؤدّى ذلك في: الذخيرة في علم الكلام: 323، شرح جمل العلم والعمل: 169، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد: 124 ـ 125، المنقذ من التقليد 1 / 373، تجريد الاعتقاد: 202 و 211 و 212.
(3) الفصل في الملل والأهـواء والنحـل 2 / 168 ـ 170، الأربعيـن في أُصـول الدين ـ للفخر الرازي ـ 1 / 346 ـ 349، المواقف: 320 ـ 330، شرح المقاصد 4 / 282.