وأقـول:
المفهوم من كلامه: إنّ اسم أهل السُـنّة والجماعة مخصوصٌ بالأشاعرة، وهو غير مسلّم عند المعتزلة والمجسّمة وغيرهم، فهم في هذا الاسم سـواء.
وكيف يختصّ هذا الاسم بالأشاعرة وهو قد حدث قبل شيخهم الأشعري، في أيّام معاوية؟!(1).
ونسب الشهرستاني في " الملل والنحل " القول بالجسـمية إلى الكَـرّامية وعدّهم من الصفاتية، وهم من أهل السُـنّة(2).
(1) فقد أُطلقت هذه التسمية بعد صلح الإمام السبط الحسن بن عليّ عليهما السلام مع معاوية ابن أبي سفيان في سنة 41 هـ، فسمّيت هذه السنة بـ: عام الجماعة، وهي السنة التي سُنّ فيها لعن الإمام عليّ (عليه السلام) على المنابر! ومن ذلك انتزع اسم أهل السُـنّة والجماعة لمخالفي أمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه السلام)، المتّبعين لمعاوية، المجتمعين على سُـنّته!
انظر: العبر في خبر من غبر 1 / 36 حوادث سنة 41 هـ، البداية والنهاية 8 / 18 حوادث سنة 41 هـ، تطهير الجَنان واللسان ـ المطبوع مع الصواعق المحرقة ـ: 22.
(2) الملل والنحل 1 / 99.
والكَـرّامية ـ بفتح الكاف وتشديد الراء المهملة ـ: أصحاب أبي عبـد الله محمّـد ابن كَـرّام النيسابوري، كان والده يحفظ الكَـرْم، فقيل له: الكَـرَّام، وقيل: إنّه من بني تراب.
وُلد بقرية من قُرى زَرنْـج، ونشأ بسجستان، ثمّ دخل بلاد خراسان بعد المجاورة بمكّة خمس سنين، وانصرف إلى سجستان، ثمّ إلى نيسابور، فلمّا شاعت بدعته ـ وهي أنّ الإيمان باللسان، فهو مؤمن وإن اعتقد الكفر بقلبه! ـ حبسه طاهر بن عبـد الله بن طاهر، ولمّا أُفرج عنه خرج إلى ثغور الشام، وعنـد عودته إلى نيسابور سجنه محمّـد بن طاهر بن عبـد الله ثمانية أعوام لأجل بدعتـه.
وخرج من نيسابور سنة 251 هـ متوجّهاً إلى بيت المقدس، وتوفّي فيها سنة 255 هـ، وقيل سنة 256 هـ، ودفن بباب أريحا، وقيل أيضاً: إنّه مات بالشام سنة 255 هـ.
انظر: الأنساب ـ للسمعاني ـ 5 / 43 " الكَرّامي "، ميزان الاعتدال 6 / 314 رقم 8109، لسان الميزان 5 / 353 رقم 1158، البداية والنهاية 11 / 18 حوادث سنة 255 هـ.