وقال الفضـل(1):
الأشاعرة لمّا أثبتوا الكلام النفساني جعلوه كسائر الصفات، مثل: العلم والقدرة، فكما إنّ القدرة صفة واحدة تتعلّق بمقدورات متعدّدة، كذلك الكلام صفة واحدة تنقسم إلى الأمر والنهي والخبر والاستفهام والنـداء.
وهذا بحسب التعلّق، فذلك الكلام الواحد باعتبار تعلّقه بشيء على وجه مخصوص يكون خبراً، وباعتبار تعلّقه بشيء آخر [أ] و على وجه آخر يكون أمراً، وكذا الحال في البواقي.
وأمّا من جعل الكلام عبارة عن الحروف والأصوات، فلا شكّ أنّه يكون متعدّداً عنده.
فالنزاع بيننا وبين المعتزلة والإمامية في إثبات الكلام النفساني، فإنْ ثبت، فهو قديم واحد كسائر الصفات ; وإن انحصر الكلام في اللفظي، فهو حادث متعدّد ; وقد أثبتنا الكلام النفسي...، فطامّات الرجل ليسـت إلاّ الـتُّـرّهات.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 1 / 216.