وقال الفضـل(1):
أكثر ما في هذا الفصل قـد مرّ جوابه في ما سبق من الفصول على أبلغ الوجوه بحيث لم يبق للمرتاب ريب.
وما لم يذكر جوابه من كلام هذا الفصل ـ في ما سبق ـ هو ما قال في الأمر والنهي، وأنّ الأشاعرة يقولون: بدوامهما.
فالجواب: إنّهم لمّا قالوا بالكلام النفسـي، وإنّه صفة لذات الله تعالى، فيلزم أن تكون هذه الصفة أزليه وأبدية..
والكلام لمّا اشتمل على الأمر والنهي يكون الأمر في الكلام النفسي أزلا وأبداً، ولكن لا يلزم أن يكون آمراً وناهياً بالفعل قبل وجود الخطاب والمخاطبين حتّى يلزم السفه ـ كما سبق ـ، بل الكلام بحيث لو تعلّق الخطاب عند التلفّظ به يكون المتكلّم آمراً وناهياً، وهذا فرع لإثبات الكلام النفساني، فأيّ غرابة في هذا الكلام؟!
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 1 / 309.