وقال الفضـل(1):
اتّفق المتكلّمون على أنّه تعالى باق، لكن اختلفوا في كونه صفة ثبوتيّة زائدة أو لا؟
فذهب الشيخ أبو الحسن الأشعري وأتباعه، وجمهور معتزلة بغداد(2)إلى أنّه صفة ثبوتية زائدة على الوجود، إذ الوجود متحقّق دونه [أي دون البقاء] كما في أوّل الحدوث، بل يتجدّد بعده صفة هي البقاء(3).
ونفى كون البقاء صفة موجودة زائـدة كثيرٌ من الأشاعرة، كالقاضي أبي بكر، وإمام الحرميـن، والإمام الرازي(4)، وجمهـور معتـزلة
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 1 / 247 ـ 249.
(2) منهم: بشر بن المعتمر الهلالي (ت 210 هـ)، وثمامة بن الأشرس البصري (ت 213 هـ)، وأبو جعفر محمّـد بن عبـد الله الإسكافي (ت 240 هـ)، وعيسى بن الهيثم الصوفي الخيّاط (ت 245 هـ)، وأبو القاسم عبـد الله بن أحمـد البلخي الكعبي (ت 319 هـ).
(3) انظر: الأربعين في أُصول الدين ـ للفخر الرازي ـ 1 / 259، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين: 252، شرح المواقف 8 / 106.
(4) أمّا القاضي أبو بكر فهو: محمّـد بن الطيّب بن محمّـد بن جعفر بن القاسم البصري الباقلاّني، المتكلّم، المالكي مذهباً، الأشعري اعتقاداً وطريقة.
وُلد سنة 338 هـ، وسكن بغداد وتوفّي بها سنة 403 هـ، من تصانيفه: إعجاز القرآن، الملل والنحل، وهداية المسترشدين في الكلام، وتمهيد الأوائل، والإنصاف.
انظر في ترجمته: ترتيب المدارك 2 / 585، وفيات الأعيان 4 / 269 رقم 608، سير أعلام النبلاء 17 / 190 رقم 110، شذرات الذهب 3 / 168، هديّة العارفين 6 / 59.
وأمّا إمام الحرمين فهو: ضياء الدين أبو المعالي عبـد الملك بن عبـد الله بن يوسف الجويني، الفقيه الشافعي.
ولد سنة 419 هـ، قدم بغداد ثمّ سافر وجاور مكّة والمدينة، ورجع إلى نيسابور يدرّس العلم، ويعظ، إلى أن توفّي بها سنة 478 هـ ; من تصانيفه: الإرشاد في علم الكلام، البرهان في الأُصول، غياث الأُمم، نهاية المطلب.
انظر في ترجمته: وفيات الأعيان 3 / 167 رقم 378، سير أعلام النبلاء 18 / 468 رقم 240، طبقات الشافعية ـ للسبكي ـ 5 / 165 رقم 477، شذرات الذهب 3 / 358، هديّة العارفين 5 / 626.
وأمّا الرازي فهو: أبو عبـد الله فخر الدين محمّـد بن عمر بن الحسين بن الحسن، الفقيه الشافعي، المعروف بابن الخطيب.
وُلد بالريّ سنة 543 هـ أو 544 هـ، وتوفّي بمدينة هراة سنة 606 هـ، له تصانيف كثيره في فنون عديدة، منها: تفسير القرآن الكريم، المطالب العالية، نهاية العقول، الأربعين في أُصول الدين، المحصّل، إبطال القياس.
انظر في ترجمته: وفيات الأعيان 4 / 248 رقم 600، سير أعلام النبلاء 21 / 500 رقم 261، طبقات الشافعية ـ للسبكي ـ 8 / 81 رقم 1089، شذرات الذهب 5 / 21، هديّة العارفين 6 / 107.