الوجه السادس:
قال المصنّـف ـ قدّس سرّه ـ(1):
السادس: لو كان الحسن والقبح شرعيّين، لحسن من الله تعالى أن يأمر بالكفر، وتكذيب الأنبياء، وتعظيم الأصنام، والمواظبة على الزنا والسرقة، والنهي عن العبادة والصدق ; لأنّها غير قبيحة في أنفسها، فإذا أمر الله بها صارت حسنة ; إذ لا فرق بينها وبين الأمر بالطاعة، فإنّ شكر المنعم، وردّ الوديعة، والصدق، ليست حسنة في أنفسها، ولو نهى الله عنها كانت قبيحة(2).
لكن لمّا اتّفق أنّه تعالى أمر بهذه مجاناً لغير غرض ولا حكمة، صارت حسنة، واتّفق أنّه نهى عن تلك فصارت قبيحة، وقَبْل الأمر والنهي لا فرق بينها.
ومن أدّاه عقله إلى تقليد من يعتقد ذلك فهو أجهل الجهّال، وأحمق الحمقاء، إذا علم أنّ معتقد رئيسه ذلك!
ومن لم يعلم ووقف عليه ثمّ استمرّ على تقليده فكذلك!
فلهذا وجب علينا كشف معتقدهم لئلاّ يضلّ غيرهم وتستوعب البلية جميع الناس.
(1) نهج الحقّ: 84.
(2) انظر: شرح الأُصول الخمسة: 318 ـ 320.