الله تعالى مخالف لغيره
قال المصنّـف ـ طـيّب الله ضريحه ـ(1):
المبحـث الثـاني
في أنّه تعالى مخالف لغيره
العقل والسمع متطابقان على عدم ما يشبهه تعالى، فيكون مخالفاً لجميع الأشياء بنفس حقيقته.
وذهـب أبو هاشـم ـ من الجـمهور ـ وأتباعـه إلى أنّـه تعالى يخالف ما عداه بصفة الإلهية، وأنّ ذاته مساوية لغيره من الذوات(2).
وقد كابر الضرورة ـ ها هنا ـ الحاكمة بأنّ الأشياء المتساوية يلزمها لازم واحد، لا يجوز اختلافها فيه.
فلو كانت ذاته تعالى مساوية لغيره من الذوات، لساواها في اللوازم، فيكون القِدَم، أو الحدوث، أو التجرّد، أو المقارنة.. إلى غير ذلك من اللوازم، مشتركاً بينها وبين الله ; تعالى عن ذلك علـوّاً كبيراً.
ثمّ إنّهم ذهبوا مذهباً غريباً عجيباً! وهو: إنّ هذه الصفة الموجبة
(1) نهج الحقّ: 54.
(2) الأربعين في أُصول الدين ـ للفخر الرازي ـ 1 / 138، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين: 223، المواقف: 269، شرح المواقف 8 / 15.