وقال الفضـل(1):
حاصل ما ذكر في هذا الفصل تحكيم الإنصاف، والرجوع إلى الوجدان، والدليل في ترجيح مذهب الإمامية، وأنّ المنصف إذا ترك التقليد، ونظر إلى المذهبين نظر الإنصاف، علم أنّ مذهب الإمامية مرجَّح.
ومثل هذا في حال مَن أراد دخول الإسلام وحاول أن يتبيّن عنده ترجيح مذهب من المذاهب، فلا شكّ أنّ معتقدات الإمامية أبين وأظهر عند العقول، وأقرب من سائر المذاهب إلى التلقّي والقبول.
ونحن إن شاء الله تعالى في هذا الفصل نحذو حذوه، ونجاريه فصلا بفصل، وعقيدةً بعقيدة، على شرط تجنّب التهمة والافتراء، ومحافظة شريطة الصدق والإنصاف..
فنقول: لو استجار مشرك في بلاد الإسلام، وأراد أن يسمع كلام الله رجاء أن يستحسنه ويميل قلبه إلى الإسلام، فطلب من العلماء أُصول دين الإسلام في العدل والتوحيد، ليرغب بفهمه إلى الملّة البيضاء..
فيا معشر العقلاء:
هل الأَوْلى أن يقال له ـ حتّى يرغب ويتزيّن الإسلام في قلبه ـ: إنّ الإله الذي ندعوك إلى طاعته وعبوديّته هو خالق كلّ الأشياء، وهو الفاعل المختار، ولا يجري في ملكه إلاّ ما يشاء، وهو يحكم ما يريد، ولا شريك له في الخلق والتصرّف في الكائنات، ولا تسقط ورقة ولا تتحرّك نملة إلاّ
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 1 / 317.