الوجه الثالث:
قال المصنّـف ـ طاب ثراه ـ(1):
الثالث: لو كان الحسن والقبح شرعيّـين لَما حكم بهما من ينكر الشرائع، والتالي باطل ; فإنّ البراهمة(2) بأسرهم ينكرون الشرائع والأديان كلّها، ويحكمون بالحسن والقبح، مسـتندين إلى ضرورة العقل في ذلـك(3).
(1) نهج الحقّ: 83.
(2) البراهمة أو البرهمانية: نسبة إلى برهمان أو برهام، وهو اسم مؤسّس هذه الطريقة، وقيل: هم قبيلة بالهند فيهم أشراف أهل الهند، ويقولون: إنّهم من وُلد برهمي ملك من ملوكهم ; ولهم علامة ينفردون بها، وهي خيوط ملوّنة بحمرة وصفرة يتقلّدونها تقلّد السيوف، وقيل: إنّهم قائلون بالتوحيد! ومن أُصول هذه الطائفة ـ كذلك ـ نفي النبوّات أصلا وقرّروا استحالتها في العقول، وقد تفرّقوا أصنافاً، فمنهم: أصحاب البددة، وهم البوذيّون ; وأصحاب الفكر والوهم، وهم العلماء منهم بالفلك والنجوم وأحكامها المنسوبة إليهم ; وأصحاب التناسخ.
انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل 1 / 86، الملل والنحل 3 / 706 ـ 716.
(3) الإرشاد ـ للجويني ـ: 230 ـ 231، نهاية الإقدام في علم الكلام: 371، شرح المواقف 8 / 192