وأقـول:
لا يخفى أنّ قوله: " لا يجري في ملكه إلاّ ما يشاء " من كلام أبي إسحاق الأسفراييني الشافعي(1) عندما دخل القاضي عبـد الجبّار المعتزلي(2)دار الصاحب بن عبّاد(3) فرأى أبا إسحاق جالساً، فقال: سبحان من تنزّه عن الفحشاء! ـ تعريضاً بأبي إسحاق بأنّه من الأشاعرة الّذين ينسبون الفحشاء إلى الله تعالى ـ.. فقال أبو إسحاق: سبحان من لا يجري في ملكه إلاّ ما يشاء(4).
(1) تقدّمت ترجمته في صفحة 59 من هذا الجزء.
(2) هو: أبو الحسن عبـد الجبّار بن أحمد بن عبـد الجبّار بن أحمد الهمداني المعتزلي، أحد كبار متكلّمي المعتزلة، وُلد سنة 359 هـ، كان ينتحل مذهب الشافعية في الفروع، وهو من كبار فقهائهم، ولّي القضاء بالريّ، وله تصانيف كثيرة منها: المغني في علم الكلام، شرح الأُصول الخمسة، طبقات المعتزلة، وغيرها، توفّي بالريّ سنة 415 هـ.
انظر: تاريخ بغداد 11 / 113 ـ 115 رقم 5806، سير أعلام النبلاء 17 / 244 ـ 245 رقم 150، لسـان الميزان 3 / 386 ـ 387 رقم 1539، شذرات الذهب 3 / 202 ـ 203، هديّة العارفين 5 / 498 ـ 499.
(3) هو: أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن عبّاد بن العبّاس الطالقاني، كان نادرة الدهر في فضائله ومكارمه وكرمه، أخذ الأدب عن أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي ـ صاحب كتاب " المجمل في اللغة " ـ وكذا عن ابن العميد، وغيرهما.
كان مولده سنة 320 هـ بإصطخر، وقيل بالطالقان، وتوفّي ليلة الرابع والعشرين من صفر سنة 385 هـ بالريّ، ثمّ نُقل إلى أصبهان ودُفن هناك.
انظر: معجم الأُدباء 2 / 213، وفيات الأعيان 1 / 228 رقم 96، سير أعلام النبلاء 16 / 511 رقم 377، شذرات الذهب 3 / 113.
(4) شرح المقاصد 4 / 275، شرح العقائد النسفية: 140 ـ 141، تحفة المريد على جوهرة التوحيد: 42.